أهمية التعاونيات في التنمية البشرية
تعتبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في المغرب من الجهود الرامية إلى تعزيز التنمية البشرية ومحاربة الفقر، وتُركز هذه المبادرة بشكل خاص على تعزيز التعاونيات. فالتعاونيات تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الاستقلالية الاقتصادية للمجتمعات المحلية، وخلق فرص عمل مستدامة، وتسليط الضوء على الموارد المحلية. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على أهمية التعاونيات في التنمية البشرية واستكشاف الشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وهذه الهياكل
الاستقلالية الاقتصادية المحلية
تمكن التعاونيات المجتمعات المحلية من تحقيق استقلالية اقتصادية واضحة. فهي تسمح بجمع الموارد والمهارات والخبرات ضمن هيكل تعاوني. وبفضل هذا النهج التعاوني، يمكن لأعضاء التعاونيات تحسين وصولهم إلى الأسواق، والحصول على أسعار أفضل لمنتجاتهم وخدماتهم، زيادة دخلهم وتكوينو تحسين مهاراتهم. تدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هذه المبادرات من خلال تقديم التأطير الاإداري، الدعم المالي والتقني للتعاونيات، مما يسهم في تعزيز نموها وتطورها على المدى البعيد.
خلق فرص عمل مستدامة
تُعد التعاونيات أيضًا محركًا لخلق فرص عمل محلية. فهي تشجع ريادة الأعمال و الاقتصاد التضامني عن طريق توفير فرص عمل لأعضاء المجتمع، ولا سيما النساء القرويات والشباب. من خلال تعزيز التشغيل الذاتي المحلي وتساهم في تقليل معدلات البطالة والهجرة الاقتصادية. إضافة إلى ذلك، فهي تساهم في الحفاظ على المهارات والصناعات التقليدية وتسليط الضوء على الموارد الطبيعية المحلية، مما يعزز الهوية الثقافية ويساهم في التنمية المستدامة.
تسليط الضوء على الموارد و المؤهلات المحلية
تلعب التعاونيات دورًا أساسيًا في تسليط الضوء على الموارد المحلية. سواء في مجال الزراعة أو الصناعة التقليدية أو الصيد أو السياحة، تمكّن التعاونيات المستفيدين من استغلال مواردها بشكل مستدام ومسؤول. تشجع التعاونيات الفلاحية، على سبيل المثال، الممارسات الفلاحية المستدامة وتعزز التسويق للمنتجات المحلية. وبالمثل، تحافظ التعاونيات الحرفية على المهارات التقليدية وتروج للثقافة المحلية و الهوية المغربية.
كخلاصة
تدرك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الدور الحاسم الذي تلعبه التعاونيات في تعزيز التنمية البشرية في المغرب. من خلال دعم هذه الهياكل، تسهم المبادرة في تعزيز الاستقلالية الاقتصادية بين النساء و الشاب، وخلق فرص عمل مستدامة، وتسليط الضوء على الموارد و المؤهلات المتنوعة و الغنية المحلية. إن التعاونيات هم الشركاء الأساسيين في مكافحة الفقر والتفاوت لاجتماعي، وشراكتها مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعكس الالتزام بتعزيز التنمية البشرية المتكاملة والشاملة للنسيج التعاوني و الجمعوي المحلي و تطويره ليصبح رافعة اقتصادية في التنمية البشرية.